ثواني

المدونات

التقنية المالية وأثرها على الرفاهية المالية

تشكل الرفاهية المالية مطلبًا وهدفًا للكثير من العاملين وأصحاب الأعمال؛ نظرًا لكونها تمنح متسعًا للتجارب الحياتية، والتمتع بأساليب حياة حديثة في التسوق والسفر والسكن وغيرها من مُتع العصر، والشعور العالي بالسعادة بعد التمكن من خوض كل هذه التجارب دون مواجهة تحديات مالية معها.

لكن الرفاهية المالية لا تعني بالضرورة حجم الأموال التي يمتلكها الفرد، إنما هي الشعور المطلق بالأمان والحرية المالية في الإنفاق، ولذا كانت التقنيات الحديثة أسلوب رفاهية للناس، وهو الحال مع التقنية المالية بمساهمتها في تسهيل حياة الناس:

1. زيادة السرعة وإمكانية الوصول: تختصر التقنية المالية على الفرد الكثير من الخطوات وتختزلها في خطوة واحدة لا تتطلب سوى ضغطة زر، مثال على ذلك: تحويل ودفع واستقبال الأموال، كانت أكثر من سبع خطوات: 1. الخروج من المنزل، 2.ركوب السيارة، 3.الذهاب إلى آلة الصرّاف الآلي 4.النزول من السيارة، 5. إدخال البطاقة في الآلة 6.إدخال الرمز السري 7. سحب أو إيداع المبلغ… إلخ، أما اليوم مع رقمنة الخدمات أكثر هذه الخطوات لا تشكل ضرورة.

2. قوائم التتبع: توفر التقنية المالية من خلال تطبيقات البنوك الرقمية قوائم تتبع تسهل على الفرد التحقق من الحسابات في أي وقت وأي مكان، وترفع من الوعي المالي؛ إذ تتيح تتبع المعاملات بكل دقة، وتظهر نوافذ لتفاصيل المعاملة مقسمةً إلى فئات محددة تشمل المكان، التاريخ، قيمة المبلغ المخصوم أو المودع.

3. عمليات الادخار التلقائي: للرفاهية المالية مسارات متعددة يظل الإدخار مسارًا فارقًا فيها، ففي خضم متطلبات الصرف المتزايدة، تساعد التقنية المالية على أتمتة الإدخار وذلك بتوفير خدمات في تطبيقات البنوك تقوم بسحب المبلغ المحدد للادخار دوريًا من دون الحاجة للتفكير بالأمر والقيام به. تُشكل المدخرات مصدر قوة لرفاهية الكثيرين حيث أنها تمنحهم قدر عالٍ من الأمان والسرعة.

4. الإشعارات: الإشعارات والتنبيهات تُصنف من أهم الأدوات التي تستخدمها العديد من تطبيقات البنوك الرقمية، وذلك لتنبيه عملائها بإنفاقاتهم أو في حال انخفاض رصيدهم، مما يمنح المستهلكين مساحة أكبر من الشفافية بشأن مصروفاتهم وعاداتهم المالية.

5. التقدم والأسبقية: تسعى التقنية في الأصل لتحقيق مال أكثر بجهد أقل وإمكانيات أعلى، وبالتالي كون الفرد سبّاقًا في استخدام هذه التقنية مثال: تطبيقات البنوك المصرفية، وتبّني ممارسات هذه التقنيات كدفع الفواتير الشهرية، والتحويلات المالية، والدفع ببطاقة الخصم المباشر؛ يمنحه شعور المواكبة ومعرفة ما هو أسهل وأبسط فيما يخص المعاملات المالية اليومية.

تمتلك التقنية المالية القدرة على تقليل التكاليف في مشاوير الذهاب والإياب، ومعالجة عدم تضارب المعلومات بجانب الأمان في عدم حمل الأموال وتناقلها يدًا بيد، والدقّة في مراجعة الصادر والوارد من المال، وتمنح الأفراد فرصة أفضل لمعرفة فيما أنفقوا أموالهم وكيف، لتسهم هذه المعرفة في اتخاذ قرارات ونتائج أمثل، وحياة تتسم بالراحة والرفاهية.